الخميس، 16 أكتوبر 2008

الحرب المعلوماتية.. واقع العصر المدمّر

إذا كان البعض يتهكم على www (world wide web) وينطقها World Wide Wait، فإن البعض الآخر ينظر إليها بمنتهى الجدية على أنها World Wide War باعتبارها ساحة المعركة القادمة، فالذي يدير العالم الآن آحاد وأصفار غاية في الصغر، وعندما تندلع الحرب تدور رحاها لصالح من يتحكم في المعلومات؛ على ما نرى أو ما نسمع أو ما نعمل أو ما نفكر فيه، وكلها حول المعلومات، إنها حرب معلومات.
إن حرب المعلومات ليست حديثة ، فقد مارستها البشرية منذ نشأتها باستخدام نظم المعلومات المتوفرة لديها، فقد قام أحد القياصرة بتشفير بعض المعلومات الحساسة والمطلوب إرسالها إلى قادته خوفاً من كشف سرية هذه المعلومات من قبل أعدائه، وبعد اختراع المذياع ، بدأ استخدامها كوسيلة في الحرب حيث يقوم أحد الأطراف بضخ معلومات موجهه إلى الطرف الآخر تهدف إلى إحداث تأثيرات نفسية لديه كنشر معلومات سرية أو مكذوبة عنه وذلك لزعزعة الثقة فيه ،ومع ظهور الحاسوب واستخدام الشبكات لربط أجهزة الحاسوب وانتشار شبكة الإنترنت بشكل خاص واتساع استخدامها ، بدأت حرب المعلومات تأخذ بعداً جديدا،فالتضخم الكبير في صناعة المعلومات جعل الاعتماد على نظمه الحديثة (الحاسوب و الشبكات) أكبر وأكثر في إدارة أمور الحياة المختلفة ولذا فإن استخدام المعلومات كسلاح أصبح أكثر عنفاً و أشد تأثيراً، ومع ذلك فإن نظم المعلومات التقليدية كالطباعة و المذياع مازالت ضمن قائمة وسائل الحرب المعلوماتية ، ففي حرب الخليج الأخيرة تم استخدام وسائل تقليدية حيث أسقطت القوات المشتركة ما يقرب من 30 مليون نشرة داخل الأراضي العراقية بالإضافة إلى بث إذاعي موجه ، كان الهدف من ذلك كله إقناع أفراد الجيش العراقي بالاستسلام و أنهم لن ينالهم أذى من ذلك،وتشير تقارير منظمة الصليب الأحمر الأمريكي إلى أن حوالي 90 ألف جندي عراقي قاموا بتسليم أنفسهم يحمل معظمهم بعض النشرات التي تم إسقاطها أو قصاصات منها مخفية في ملابسهم، وفي الحرب نفسها تم أيضاً استخدام وسائل حديثة في المعركة المعلوماتية حيث استخدمت الأقمار الصناعية و طائرات التجسس المختلفة، وقد تزامن في نفس الفترة قيام مجموعة من الهاكرز هولنديي الجنسية باختراق عدد كبير من أجهزة الحاسوب التابعة للدفاع الأمريكي مرتبطة بشبكة الإنترنت،وكانت هذه الأجهزة تحوي معلومات هامة عن الجيش الأمريكي ،واستطاع هؤلاء معرفة معلومات حساسة مثل مواقع الجيش و تفاصيل الأسلحة المختلفة الموجودة في كل موقع من هذه المواقع كان يمكن أن يستغلها النظام العراقي لصالحه.
هناك ثلاثة عناصر أساسية للحرب المعلوماتية هي المهاجم و المدافع و المعلومات وأنظمتها ، وبناءً على ذلك هناك نوعان من الحروب المعلوماتية هي الحرب المعلوماتية الهجومية و الحرب المعلوماتية الدفاعية .
الحرب المعلوماتية الهجومية:تستهدف الحرب المعلوماتية الهجومية معلومات معينة أو نظم معلومات عند الطرف المراد مهاجمته المدافع وذلك لزيادة قيمة تلك المعلومات أو نظمها بالنسبة للمهاجم أو تقليل قيمتها بالنسبة للمدافع أو بهما جميعاً.
الحرب المعلوماتية الدفاعية:تشمل الحرب المعلوماتية الدفاعية جميع الوسائل الوقائية المتوفرة للحد من أعمال التخريب التي قد تتعرض لها نظم المعلومات.
لعل أحد الأسباب التي أدت لإساءة فهم معنى ومجال حرب المعلومات في وسائل الإعلام هو عدم وجود تعريف رسمي لحرب المعلومات أو (IW)، فهي ما زالت جديدة نسبيا... ومع وجود تعريفات عدة لحرب المعلومات واختلاف وجهات وزوايا النظر إليها، فإن وين شوارتو يعرف حرب المعلومات عن طريق فصلها إلى ثلاثة مستويات: شخصية، ومؤسسية، وعالمية.
1) حرب المعلومات الشخصية: يتم فيها الهجوم على خصوصية الأفراد في الفضاء المعلوماتي بالتنصت عليهم ومراقبة شؤونهم الإلكترونية عبر البريد الإلكتروني، ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية له برنامج carnivore الشهير في التلصص على البريد الإلكتروني.
2) حرب المعلومات بين الشركات والمؤسسات: وهي حرب تدور ضمن إطار المنافسة أكثر من العداء إلا أنها ليست بالشريفة بأي معيار، وتسودها قوانين الحرب التي قوامها استباحة كل شيء لتعطيل المنافس وتهديد أسواقه، فقد تقوم شركة باختراق النظام المعلوماتي لمنافسها، وتسرق نتائج وتفاصيل أبحاثه، ليس هذا فحسب بل قد تدمر البيانات الخاصة بمنافسها أو تستبدلها ببيانات زائفة في لمح البصر، وتستطيع بعد هذه الجولة من الحرب المعلوماتية أن تجعل الأمر يبدو كما لو كان حادثا أحدثه فيروس كمبيوتري...وقد تنشر شركة منتجة للدواء أبحاثا على الإنترنت تتهم مركبا ما بأنه يسبب سرطان الرئة (بالطبع دون ذكر المنافس)، وهذا المركب تستخدمه شركة أخرى في إنتاج دواء لعلاج الربو مثلا.
3) حرب المعلومات العالمية: ينشب هذا النوع من الحرب المعلوماتية بين الدول وبعضها البعض، أو قد تشنه القوى الاقتصادية العالمية ضد بلدان بعينها، لسرقة أسرار الخصوم أو الأعداء وتوجيه تلك المعلومات ضده.. وهي حروب قائمة وجارية بالفعل، واللغط المثار حول نظام التجسس الأمريكي- البريطاني إيشلون echelon هو أبرز تجليات تلك الحرب.
أخيرا:حرب المعلومات أوinformation warfare هي استخدام نظم المعلومات لاستغلال وتخريب وتدمير وتعطيل معلومات الخصم وعملياته المبنية على المعلومات ونظم معلوماته وشبكات الحاسوب الخاصة به، وكذلك حماية ما يوجد من كل ذلك من هجوم الخصم؛ لإحراز السبق، والتقدم على نظمه العسكرية والاقتصادية....وليس من الضروري أن تنشب تلك الحرب بسبب عداء تقليدي، بل قد تنشب مع منافس تجاري أو اقتصادي، أو خصم ثقافي.

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

الأمن المعلوماتي

د. فهد بن ناصر العبود@
الإنجازات الأمنية المتتالية التي حققها رجال الأمن البواسل في مكافحة الإرهاب، تستحق منا الإشادة بما تحقق من مكاسب أمنية للوطن والمواطن. وهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله ثم الجهود والتضحيات الكبيرة التي تبذلها الجهات الأمنية وعلى رأسها رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
لا شك أن الأمن المعلوماتي لا يقل أهمية عن الأمن التقليدي وقد حاول الإرهابيون استغلال الإنترنت كأداة للاتصال والتواصل فيما بينهم وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ولكن الجهات المعنية قامت باتخاذ الاحترازات والإجراءات اللازمة. وقد صدر بهذا الخصوص نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الذي ينص في مادته السابعة الفقرة الأولى على إنزال عقوبة السجن لمدة لا تزيد عن عشر سنوات وبغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين على كل من يقوم بإنشاء مواقع لمنظمات إرهابية على الشبكة العالمية للمعلومات لغرض الاتصال بقيادات تلك المنظمات أو أي من أعضائها أو ترويج أفكارها أو تمويلها أو صناعة المتفجرات أو أي أداة تستخدم في الأعمال الإرهابية.

إن صدور هذا لنظام ساهم في تحقيق الأمن المعلوماتي وساعد على إكمال حلقات منظومة الأمن وحتى لا يكون هناك ثغرة تستغل للإضرار بالوطن والمواطن. ويعد المواطن أهم عناصر هذه المنظومة لأن الأمن مسئولية جماعية مشتركة تستلزم من جميع فئات وشرائح هذا المجتمع الوقوف جنباً الى جنب مع رجال الأمن والتعاون مع الجهات الأمنية لحماية مكتسبات ومقدرات هذا الوطن الغالي علينا جميعا. أسأل الله أن يحفظ بلادنا من الأخطار ويديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يعين رجال الأمن على أداء مهامهم ويجزيهم عنا خير الجزاء.

http://www.alriyadh.com/2008/07/05/article356437.html

صناعة المعلومات

د. فهد بن ناصر العبود
صناعة المعلومات مصطلح واسع وكبير ينضوي تحت جنباته مفاهيم اقتصادية حديثة شكلت ثورة عارمة في مجال الاقتصاد والمال . من هذه المفاهيم اقتصاد المعلومات أو اقتصاد المعرفة وصناعة البرمجيات ومدن الإنترنت والقرى الذكية وغيرها . وأصبحت صناعة المعلومات مورداً اقتصادياً مهماً لكثير من الدول أهم نتائجه زيادة الناتج المحلي وتوفير فرص وظيفية جديدة لقطاع الشباب ، وتحسين المستوى المعيشي للأفراد ، وقيام صناعة مزدهرة وراقية تؤسس لاقتصاد حديث يعتمد على التقنية والمعلومات .
إن الدول التي أخذت على عاتقها تطوير اقتصاداتها من هذا المنظور تحقق لها ما أرادت ، فالصين والهند وكوريا الجنوبية أخذت صناعة المعلومات على محمل الجد ووظفت الإمكانيات المادية والفنية والبشرية ووضعت أهدافاً وخططاً استراتيجية لجعل هذه الصناعات مورداً اقتصادياً يدر أرباحاً طائلة عليها ويسهم في زيادة الناتج المحلي لها .

لقد حققت الدول الثلاث المذكورة آنفاً نتائج مبهرة فاقت كل التوقعات وحققت مليارات الدولارات من نتاج هذه الصناعة وبلغت نسبة نمو صناعة المعلومات في الصين 20 ٪ ، وهذا يعني قفزة كبيرة ونوعية في تاريخ صناعة المعلومات في الصين . وكذلك الحال في كوريا والهند فقد تحقق لهما نتائج مذهلة وأصبحت من الدول الرائدة تقنياً في العالم .
http://www.alriyadh.com/2006/02/25/article133629.html