الاثنين، 22 ديسمبر 2008

تقنيات جديدة.. لأساليب البحث على الأجهزة الجوالة

غالبية اصحاب الجوال يبحثون عن اجابة سريعة بسؤال صغير محدد
غيرت تقنيات البحث اسلوب استخدام الانترنت وحققت ارباحا خيالية لشركات عملاقة مثل «غوغل» وغيرها. وتحدث عمالقة الصناعة الذين حضروا في نهاية اكتوبر الماضي في مدينة بوسطن الاميركية «المؤتمر العالمي للانترنت الجوال 2008» عن بروز تقنيات جديدة قد تجلب عمليات البحث المفيدة على الانترنت، الى الاجهزة الجوالة ايضا.
وكانت الارقام الرسمية قد اظهرت ان هناك هواتف جوالة في البلدان النامية أكثر بكثير من البشر! ولكن حتى مع اسراع الشركات لاستغلال تزايد عدد هذه الاجهزة الواسعة الانتشار التي تزداد قدراتها مع الزمن. الا ان الخبراء يقرون ان استخدام الانترنت على الاجهزة الجوالة يبقى عملية صعبة. لكن امكانية القيام بعملية البحث من دون الاستعانة بلوحة المفاتيح، كانت الموضوع الرئيسي الذي جرى بحثه في بوسطن.

ويقول البعض ان المشكلة تكمن في واجهة التفاعل الجوالة، و«لكن الارقام تشير الى انه اذا ما نضجت الخبرة، نتج عنها فائدة فعلا»، على حد قول هادلي هاريس مدير تطوير الاعمال والشؤون المالية في شركة «فينغو» التي تأسست حديثا في كمبردج في ولاية ماساشوسيتس في اميركا، والتي تعمل في مجال برمجيات التعرف على الاصوات الخاصة بالهواتف الجوالة. وكان هاريس قد لاحظ ان متصفح الشبكة المتفوق الموجود في هاتف «آي فون» قد ترك تأثيره الكبير، بحيث ان مستخدمي هذا الجهاز يستخدمونه لهذا الغرض، اكثر من استخدام بقية الافراد الاخرين لهواتفهم الذكية بـ 50 ضعفا.

ولتشجيع الناس أكثر على البحث عن طريق هواتفهم الجوالة، يقول دي واين نيلون المدير التنفيذي لشركة «أفوت ميديا» التي تأسست حديثا في صنيفايل في ولاية كاليفورنيا، والتي تقدم تقنيات الفيديو الجوالة، ان من الضروري تقدير كيفية قيام الناس باستخدام اجهزتهم. «ونحن كصناعة نحاول معاملة الجهاز الجوال ككومبيوتر لابتوب صغير، وهو ليس كذلك» كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الاميركية. وبينما يجلس الافراد امام المكتب، او اللابتوب فترات طويلة يتصفحون خلالها الانترنت، لاحظ الخبير ان الاشخاص المزودين بالاجهزة الجوالة يتوجهون على الاغلب للبحث عن جواب سريع لسؤال معين. وفوق كل ذلك يتوجب على البحث الجوال هذا ان يكون سريعا وبسيطا في الاستخدام.

وادخال سؤال بحثي قد يكون مستهلكا للوقت عن طريق استخدام لوحة مفاتيح الهاتف الجوال، كما يقول نيلون، لذلك يتوجب اكتشاف امكانية تقنية التعرف على الاصوات كأسلوب للبحث في الشبكة. كما ان بإمكان مواصفات الهاتف الاخرى المساعدة في هذا البحث على حد قوله ايضا. ومثال على ذلك يمكن لكاميرات الهاتف الجوال ربما ان تجعل عملية البحث التي اساسها الصورة امرا فعالا. ويضيف نيلون ان المنصة الجوالة تقدم ايضا امكانيات جديدة. ومثال على ذلك يتوجب على البحث الجوال، الاستفادة من القدرات الملاحية التي يجري تشييدها حاليا في العديد من الاجهزة الجوالة. ويعتقد هاريس من جهته ان تقنيات شبكة «سيمانتيك ويب» من شأنها ايضا بث البحث الجوال في المستقبل. ومع اكتمال بناء شبكة «سيملنتيك ويب» سيقوم البرنامج بالإجابة عن اسئلة محددة والتركيز على ما يحاول المستخدم ان يفعله على الجهاز.

لكن جعل الهواتف الجوالة اكثر ذكاء وقدرة على الحدس يتطلب قوة معالجة اكبر. وكان أناند شاندراسيخر نائب رئيس مجموعة الأجهزة الجوالة الصغيرة الخفيفة الوزن ومديرها العام في شركة «إنتل» قد عرض اثناء المؤتمر اخر منتجات الشركة التي هي عبارة عن شريحة الكترونية للهاتف الجوال منخفضة الطاقة من نوع «أتوم». وخلال العرض ايضا عرض غنار إيفرمان من شركة «نيوانس» للتعرف على الاصوات، برنامجا من انتاجها يعمل على الاجهزة الجوالة، بحيث قام بارسال رسالة الكترونية مستخدما صوته.

وعلى الرغم من ان الكثير من الشركات الناشئة تعمل على تحسين واجهات التفاعل والخدمات الجوالة لاغراض البحث، يحذر الخبراء من انه قد يكون من الصعب ازاحة العمالقة في هذا المجال. «فالناس تنظر الى الماركات المعروفة في ما يتعلق بأجهزتهم الجوالة» استنادا الى كريستيان سيدر من معهد «آي بي إم» للقيم التجارية في الصناعة الالكترونية. وهو يعتقد ان الكثير من المستخدمين راغبون في الحصول على الخدمات الانترنتية ذاتها التي يحصلون عليها عن طريق اجهزتهم الـ «بي سي»، لذلك قد يكون من الصعب، خاصة بالنسبة الى الشركات الصغيرة الناشئة، العثور على أساليب لجني الارباح من تقنياتها الخاصة.

نقلا عن
http://aawsat.com/details.asp?section=13&article=499049&feature=1&issueno=10976