الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

ما هو التعليم المفتوح؟

التعليم المفتوح سمي مفتوحاً لأنّه يتيح فرص متابعة الدراسة والتعلّم لكل راغب فيه وقادر عليه عقلياً وعلمياً ومعرفياً، بغض النظر عن سنِه ومكان إقامته ومدى تفرُغه للدراسة المنتظمة، وعن قدرته على حضور الدروس والمحاضرات ومشاغل العمل، في حرم الجامعة، وعن سرعته وأسلوبه في التعلّم.

ولا تشترط مؤسسات التعليم المفتوح التفرُغ للدراسة ومتابعة التحصيل ولا الانتظام في الحضور اليومي إلى الجامعة.

ولكنها تشترط ما يلي:

القدرة على الاستمرار في التعلّم.
القدرة على الاستفادة من جلسات التعليم المباشر عند حدوثها (وهي تشكل حالياً 25% تقريباًً من الوقت المخصص لكل مقرر).
تنفيذ الواجبات والأنشطة التي تتطلبها الدراسة.
اجتياز الاختبارات والامتحانات التي تنظمها الجامعة.
يرتبط مفهوما التعليم المفتوح (Open Education) ومفهوم التعلّم عن بعد (Distance Learning) في أغلب الأحيان معاً.لأن معظم المؤسسات التربوية التي تتخذ نمط نظام التعليم المفتوح في مبادئها وسياساتها تستخدم التعلم عن بعد في أساليب وطرق تعليمها وتدريسها.فما المقصود بالتعلّم عن بعد؟

التعلّم عن بعد
هناك عدّة تعريفات للتعلم عن بعد ، و من أبرزها ما يلي :

تعرف منظمة اليونسكو (ISCED, 1996: 8) التعلّم عن بعد على أنه:
التعليم والتعلّم الذي يعبر عن جملة من الخدمات والوسائط البريدية والإذاعية والتلفازية والمحوسبة والهاتفية والصحفية، مع نسبة محدودة ومحددة من التعليم المباشر وجهاً لوجه بين المدرس والدارس. ويجري إيصال التعليم بصورة أساسية، عبر وسائط من المواد التعليميّة المطبوعة المعدة خصيصاً لهذه الغاية والمدعمة بالوسائط السمعية والبصرية.

و يتضح من التعريف السابق بأنّ هذا النظام التعليمي يعمل على نقل التعليم إلى الطالب في موقع إقامته أو عمله بدلاً من انتقال الطالب إلى مؤسسة التعليم ذاتها. وبذلك، يمكن للطالب أنْ يزاوج، إنْ رغب، بين التعلّم وبين العمل، وأنْ يكيّف برنامجه الدراسي وسرعة التقدم في المادة الدراسية المقررة بما يتفق مع أوضاعه وظروفه. والتعلّم عن بعد قد يكون:
متزامناً (Synchronous) أي يستخدم وسائط التفاعل المباشر بين المدرس والدارسين.
أو غير متزامن (Asynchronous) أي يجري فيه التفاعل بين المدرس والدارسين بصورة غير مباشرة؛ أي بوساطة الحاسوب والفيديو وتبادل الرسائل الصوتية المسجلة، أو عبر البريد والفاكس والبريد الإلكتروني.

أهم الفروق بين نظام التعلم عن بعد ونظم التعليم التقليديّة:

في نظم التعليم التقليدية ينتقل الطالب إلى المؤسّسة التعليمية للاستماع إلى المحاضرات بصورة مباشرة ومنتظمة؛ ولا يتم ذلك في نظام التعليم المفتوح إلاّ في حدود ضيّقة تفرضها الظروف.
يتسم نظام التعلّم عن بعد بأنه أكثر مرونة؛ حيث يستطيع طلبة الجامعة العربية المفتوحة اختيار البرامج كل حسب قدرته على التعلّم واهتماماته وظروف حياته وعمله من دون أية شروط مسبقة تتصل بالفترة الزمنية المسموح بها للانتهاء من البرنامج. أمّا نظم التعليم التقليدية فهي تشترط الحضور، وتلزم الطلبة ببرامج جاهزة ينبغي الانتهاء منها في فترة زمنية محددة؛ أضف إلى ذلك أنها لا تراعي التباين بين الطلبة من حيث القدرات والاهتمامات فيما تستخدمه من وسائط التعلّم وطرائقه ومواعيده.

تمتاز نظم التعلّم عن بعد، بأنّها توظف وسائط عديدة لنقل الفرص التعلّمية إلى مكان وجود المتعلم، إضافة إلى توفير فرص الالتقاء المباشر المتمثل في اللقاءات الفردية والجماعية والمحادثة الإلكترونية والمؤتمرات الإلكترونية. وفي المقابل نجد نظم التعلّم التقليدية مقيدة بالتفاعل المباشر والاستخدام المحدود للتقانات الحديثة.

تلعب الجامعة في إطار نظم التعلّم عن بعد دوراً مهماً في عملية تطوير المواد التعليميّة، حيث يتم إعدادها بصورة تنسجم مع أهدافها وغاياتها من جهة، كما تنسجم مع خصائص المتعلم وسماته وظروفه، وتسلم نفسها للدراسة الذاتية من جهة أخرى. وفي المقابل نجد أنّ نظم التعلّم التقليدية تتبنى المواد التعليميّة التقليدية الموجهة للطلبة عامة بغض النظر عن عوامل التباين بينهم ولا توفر للطالب ما يعينه على التعلّم الذاتي.
التطور التاريخي لنظام التعلّم عن بعد

يعدّ نظام التعلّم عن بعد من الأنظمة التعليميّة القديمة، إلا أنه عُرِفَ من خلال أشكاله المتعددة، واستخدمت في تسميته مصطلحات عديدة، ومنها:

الدراسة المنزلية Home Study
الدراسة المستقلة Independent Study
الدراسات الخارجية External Studies
التعليم بالمراسلة Correspondence Study or Education
التعليم الموزّع Distributed Learning.

ويشير التطور التاريخي إلى أنّ نظام التعلّم عن بعد قد مر بمراحل تطور مختلفة كانت حصيلتها بروز الجيل الأول من أنماط التعليم عن بعد، ومنها: التعليم بالمراسلة، والتعليم بالانتساب، ثم بروز الجيل الثاني من أنماط التعليم التي توظف الوسائط المتعددة ومنها الوسائط المطبوعة والمتلفزة؛ أما الجيل الثالث فقد عمل على توظيف التقانات الحديثة، وأفاد كثيراً من التطورات التي طرأت على التقانات الرقمية، وتعد الأنظمة المذكورة أدناه هي أكثر أنواع التعلّم عن بعد شيوعاً:

نظام التعليم بالمراسلة.
نظام التعليم بالانتساب.
التعليم المفتوح.

أثر التغيرات المعاصرة في مجال الاتصالات على أنماط التعليم والتعلّم

شهدت نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحالي تطورات كبيرة في مجال الاتصالات، ومن ضمنها شبكات الحواسيب والتواصل بوساطة الأقمار الصناعية ومحطات التلفزة الفضائية.

وأثرت هذه التحولات العميقة في طرائق انتقال المعرفة والمعلومات خلال وسائط التواصل المتاحة في المجتمع. كما أنّها أثرت في مضمون المواد التعليميّة وأساليب عرضها؛ حيث لم تعد الكلمة المكتوبة هي السبيل الوحيد لانتقال المعرفة.
وقد تزامنت هذه التطورات مع التوجهات التربوية الحديثة التي دفعت ميدان التربية باتجاه التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد، بهدف توظيف هذه التقنيات في تطوير منظومة التربية والتعليم من ناحية وزيادة فرص التعلّم التي تواكب التغيرات التي طرأت على حياة الدارس من ناحية أخرى.
وباتت الأقمار الصناعية وشبكات الحاسوب في خدمة الدارس، واستطاعت أنْ تشكل إضافة نوعية إلى جملة الوسائط الأخرى التي خدمت منظومة التربية والتعليم.

وفي إطار التفاعل النشط بين التقنيات الحديثة والتوجهات التربوية الجديدة نشأت المؤسسات التربوية الافتراضية، مثل:

الصفوف التخيلية (Virtual Classroom)
المكتبات التخيّليّة (Virtual Library)
المواقع الإلكترونية التي توفر المواد التعليميّة المحوسبة.

وان التغير الذي حصل في مجال التواصل، ومن ثم التعلّم، تجاوز بكثير تنوع سبل الاتصال وتكاثرها أو تعاظم حجم المعلومات المتاحة، إلى تغير نوعي ينطوي، من بين ما ينطوي عليه، على الانتقال إلى نمط جديد في الاتصال يتسم بتعدد وسائطه وتزامنها وبالتفاعل الحي بين مصادر المعلومات أو المعرفة، وبقدر أكثر من المشاركة بين المتعلم والوسيلة، في عملية التعلّم.
وهذا ما يحققه التعلّم عن بعد باستخدامه وسائط التعلّم المتنوعة والدمج بينها بشكل وظيفي تكاملي يحقق تعلماً تشاركياً تفاعلياً لا يقل قوة وربما يزيد عن قوة التعلّم التقليدي الذي تقدمه مؤسسات التعليم والتدريب المقيمة.

في ضوء ما تقدم نخلص إلى القول: لقد ساعدت التقنيات الحديثة على إثراء التربية والتعليم، وانعكست بإيجابياتها على تنوع المحتوى وعمقه وطبيعة التفاعل مع المتعلم وهذا بدوره انعكس على نتائج التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد.

نقلا عن
http://www.hewaraat.com/forum/archive/index.php/t-4910.html

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

انتهاء عصر المكتبات الورقية

السبت 26 / 7 / 2008
الدوحة ـ د‏.‏ حسن علي دبا

الرقمنة هي عملية تحويل النصوص المطبوعة مثل الكتب والصور سواء كانت فوتوغرافية أم خرائط‏,‏ وغيرها من المواد التقليدية إلي الأشكال الرقمية التي يقرأها الإنسان بواسطة الحاسب الآلي هو ما أوجد مصطلح المكتبة الرقمية‏.‏ هل يتجه العصر إلي تلك المكتبات؟ وهل يمكن أن تؤثر تلك الصورة علي المعرفة واتجاهات الفكر المعاصر؟ هذا ما سوف نحاول الإشارة إليه في تلك الرؤية لباحث جاد في هذا المجال‏.‏
يري الباحث محمد همام فكري مساعد مدير مكتبة التراث العربي والإسلامي بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أن المبرر الأساسي لإنشاء المكتبات الرقمية هو قدرتها علي توصيل المعلومات بشكل أفضل مما كان يتم به ذلك في الماضي‏.‏ ومع أن المكتبات التقليدية جزء أساسي من المجتمع‏,‏ فإنها لم تعد في وضعها الذي ينبغي أن تكون عليه‏.‏
‏*‏ سألته‏:‏ هل يمكننا عمل الأفضل؟
قال‏:‏ إن المتحمسين للمكتبات الرقمية يقولون إن الحاسبات الآلية والشبكات قد غيرت بالفعل الأساليب التي يتواصل بها الأفراد مع بعضهم البعض‏,‏ وهناك زعم في بعض التخصصات العلمية بأن المهني أو الباحث يؤثر استخدام حاسبه الشخصي المتصل بشبكة الاتصالات علي ذهابه للمكتبة بحثا عن المعلومات‏.‏
‏*‏ لكن ما أهم المزايا المتوقعة للمكتبات الرقمية أو لنقل مكتبات المستقبل‏:‏
المكتبة الرقمية تنقل المكتبة إلي المستخدم‏(‏ إيصال المعلومات إلي المستفيد أينما كان في عمله أو منزله إذا توافر له حاسب شخصي واتصال شبكي‏).‏ فقد أصبحت هناك مكتبة حيثما يكون هنالك حاسب شخصي متصل بإحدي الشبكات‏.‏ ولقد أفاد ذلك في استغلال طاقات الحاسب الهائلة في البحث عن المعلومات واستعراضها‏.‏
تقتني المكتبات والأرشيفات كثيرا من المعلومات الفريدة‏,‏ ولا شك أن تحميل المعلومات في صيغ رقمية وإتاحتها علي الشبكات يعزز من إتاحتها للجميع‏,‏ وهناك الآن العديد من المكتبات الرقمية والمطبوعات الإلكترونية يتم حفظها في مواقع مستقلة مركزية‏,‏ وربما يتم الاحتفاظ بنسخ مكررة قليلة حول العالم‏.‏ ويعد ذلك تطورا كبيرا قضي علي التكرار المادي المكلف للمواد قليلة الاستخدام‏,‏ أو علي مشكلة الحصول علي المادة الفريدة التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالانتقال إلي الموقع الذي تختزن فيه‏.‏
‏*‏ هل يسهل تحديث المعلومات التي تشكل محتويات المكتبة الرقمية؟
لا شك أن كثيرا من المعلومات المهمة تحتاج إلي تحديث مستمر‏,‏ والمواد المطبوعة يصعب تحديثها‏,‏ لأن ذلك يعني أن الوثيقة كلها تحتاج إلي إعادة طباعة‏,‏ وأن تستبعد جميع نسخ الطبعة القديمة وتحل محلها النسخ الجديدة‏.‏ أما تحديث المعلومات فهو أمر سهل عندما يكون الإصداره الأصليه في صيغة رقمية ومختزنة في حاسب آلي مركزي‏.‏
‏*‏ هل تصبح الإتاحة الدائمة للمعلومات في جميع الأوقات ميزة أساسية؟
إن أبواب المكتبة الرقمية لا توصد أبدا‏,‏ وهي مفتوحة دائما علي مصراعيها‏;‏ وقد أظهرت دراسة حديثة في إحدي الجامعات البريطانية أن ما يقرب من نصف واقعات الإفادة من المجموعات الرقمية في إحدي المكتبات قد تمت في ساعات إغلاق مبني المكتبة‏,‏ يضاف إلي ذلك أن المجموعات المستخدمة لم تتم إعارتها مطلقا لقراء خارج حدود المكتبة‏,‏ ولم ترتب بشكل سيء‏,‏ ولم تسرق‏,‏ ولا تودع أبدا في مستودع بعيد عن المدينة الجامعية‏,‏ يضاف إلي ذلك أن مجال المجموعات يتسع إلي خارج حدود المكتبة‏.‏ كما أن الأوراق الشخصية الموجودة في أحد المكاتب‏,‏ أو في مكتبة معينة في الجانب الآخر من العالم من السهل استخدامها كما تستخدم المواد في المكتبة المحلية‏.‏
‏*‏ لكن هل تخلو تلك المكتبات الرقمية من العيوب؟ أم أن التعطل يمكن أن يؤخر انطلاقها؟
المكتبات الرقمية ليست مبرأة من كل عيب‏,‏ فنظم الحاسبات يمكن أن تتعطل‏,‏ كما أن الشبكات يمكن أن تكون بطيئة أو لا يعول عليها‏.‏ ومع ذلك‏,‏ وإذا ما قورنت بالمكتبة التقليدية‏,‏ فإن المعلومات في سياق المكتبة الرقمية غالبا ما تكون متاحة متي ما احتاجها المستفيد وأينما شاء‏.‏ كما أن هناك إمكانية توفير أشكال جديدة من المعلومات‏(‏ قد لا يمكن تخزينها وبثها من خلال القنوات التقليدية‏),‏ حيث لم تعد الأساليب الطباعية دائما هي الوسيلة المثلي لتسجيل المعلومات ونشرها‏,‏ فقواعد البيانات يمكن أن تكون وسيلة مثلي لتخزين البيانات الخاصة بالإحصاءات الحيوية‏,‏ ومن ثم يمكن تحليلها بواسطة الحاسبات الآلية واستخراج مؤشرات جديدة منها‏.‏ ونرصد أيضا انخفاض التكلفة إذا ما قورنت بالمكتبات التقليدية‏.‏
يقول الباحث‏:‏ يتسم واقع المكتبات التقليدية بارتفاع التكلفة‏,‏ حيث تشغل مباني مرتفعة الثمن في مواقع حساسة‏,‏ كما أن المكتبات الكبري منها كثيرا ما يعمل بها المئات من الموظفين المثقفين وإن كانت رواتبهم ضعيفة‏,‏ ومن ناحية أخري لا تمتلك المكتبات المبالغ المالية الكافية للحصول علي كل المواد التي ترغب في الحصول عليها‏,‏ ولا المبالغ الكافية لإعداد هذه لمواد‏,‏ كما أن عملية النشر هي الأخري باهظة التكاليف‏,‏ وتضيف عملية التحول نحو النشر الإلكتروني تكاليف جديدة‏.‏ ولكي يتمكن الناشرون من تغطية تكاليف تطوير منتجات جديدة فإنهم أحيانا يتحملون دفع مبالغ أكثر‏,‏ كما هي الحال عند إنتاج طبعة رقمية لنظيرتها الورقية‏.‏ وإذا كانت تكلفة المكتبات الرقمية في هذه الأيام أكثر من تكلفة المكتبات التقليدية‏,‏ فإن أسعار مقومات المكتبات الرقمية تنخفض بشكل سريع‏.‏ ونتيجة للانخفاض المستمر لتكلفة التقنيات المتصلة بالمكتبات الرقمية‏,‏ فإنها ستصبح مع مرور الوقت أقل تكلفة‏*‏