السبت، 20 سبتمبر 2008

دراسة تكشف عن معاناة ضبابية الرؤية حول مصطلحات «الخدمة المرجعية الإلكترونية» في المكتبات العربية

أمين عام الاتحاد العربي للمكتبات: التطورات التقنية المكتبية المتلاحقة تغري بتبنيها رغم قلة ما يكتب بالعربية مقابل وفرتها بالإنجليزية
الرياض: محمد الحميدي كشفت دراسة حديثة أن العاملين في قطاع المكتبات يعانون من عدم وضوح الرؤية حول المصطلحات المستخدمة لوصف هذه «الخدمة المرجعية الإلكترونية»، الأمر الذي يعقّد المسألة للذين يرغبون في تطوير مكتباتهم ويضيعون بين المصطلحات، فلا يفرقون بين المراجع الإلكترونية و«الافتراضية» أو «الرقمية»، مبينا أن الباحثين والمكتبيين على حد سواء في حاجة إلى الإطلاع على البرامج المستخدمة في هذه الخدمة ومميزاتها والشركات المنتجة لها. أوضحت الدراسة التي أعدها سعد بن سعيد الزهري، أمين عام الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «أعلم»، أن «المرجعية الإلكترونية» من أهم الخدمات التي تقدمها المكتبات بأشكالها كافة، الأمر الذي دعا المكتبيين بمتابعة كل ما يظهر من تقنية جديدة ليفكروا في استغلالها لتطوير الخدمة المرجعية، ومع ظهور أقراص الليزر حاولوا استغلالها في هذا الخدمة، وكذا الأمر مع انطلاقة تقنية المعلومات الخاصة بالإنترنت، حتى أخذت الخدمة المرجعية موقع الصدارة من الاهتمام وسط عدم إلمامية وإدراك بالجوانب الفنية الفارقة بين التقنيات المستخدمة.
وتجيء أهمية الدراسة القائمة في أنها تتركز في قلة ما يكتب العربية عن موضوع «خدمة المرجعية الإلكترونية» والمتجدد حولها، في مقابل وفرة ما ينشر عنها باللغة الإنجليزية، مفيدا بأن التطورات المتلاحقة في خدمات المراجع الإلكترونية تغري المكتبات العربية لتتبناها، بجانب أن المستفيدين من المكتبة يميلون إلى الإفادة من المكتبات من دون الذهاب فعليا إليها، إما لعدم توفر الوقت أو لصعوبة الوصول إلى المكتبة، الأمر الذي يجعل من المكتبات تفكر في القيام بخدمات المستفيدين منها بواسطة برنامج أو نظام يساعد المكتبة والمستفيد كوسيلة تواصل.
وتفيد الدراسة بأن المصطلحات التي تصف التطورات في الخدمات المرجعية الآلية مازالت ناشئة وضائعة بين المصطلح العربي والإنجليزي وبينهما فروق فنية لا يدركها معظم العاملين في قطاع المكتبات في الدول العربية، ولذلك فإن من المعقول وجود بعض الإرباك والتشويش أو حتى الخلط بين المعاني التي تصف هذه الخدمة، مشيرة إلى أن البعض، وخاصة مسؤولي التقنيات في المكتبة، يرون أن مصطلح الخدمة المرجعية الرقمية يشمل نطاقا واسعا من النشاطات المختلفة، بما فيها إيجاد إدارة المصادر المرجعية والقيام بأعمال الرقمنة، وإنتاج المصادر المرجعية الرقمية التي لا توجد على شكل ورقي، وإتاحة مثل تلك المصادر التي أنتجت في مناطق مختلفة، وإعداد ملفات من نوع FAQs وغير ذلك، وتوفير الموظفين المتخصصين لتقديم خدمة مرجعية عن طريق الإنترنت سواء بالبريد الإلكتروني أو المحادثة.
وأبانت الدراسة العلمية أن الباحثين يستخدمون مصطلحات المكتبة «الرقمية»، و«الافتراضية»، و«الإلكترونية» بمفاهيم خاصة بهم، بمعنى أن معظمهم يفرق في المعنى بين المصطلحات الثلاثة مما يؤثر على المفاهيم لدى الباحثين والعاملين على حد سواء، الأمر الذي يؤكد ميل الباحث للتسمية بمصطلح «المكتبات الإلكترونية» من دون المكتبات الرقمية أو الافتراضية.
وأوصت الدراسة أن العمل على توحيد المصطلحات العربية واعتماد مصطلح واحد ليعبر به عن المصطلحات الثلاثة والاعتماد في قوائم رؤوس الموضوعات المختلفة في أدبيات العربية أمر ضروري، مقترحا استخدام مصطلح «الخدمة المرجعية الإلكترونية» كمصطلح شامل ليعبر عن الاستخـــدامات الحديثة. وحذرت الدراسة الباحثين العرب عند محاولة الاستفادة من المكتبة استخدام الأدبيات الإنجليزية وأن يقعوا في مزالق المفاهيم لبعض الباحثين والكتاب الذين يفرقون بين المصطلحات وهم يتحدثون عن المفهوم نفسه.
وتسعى المكتبات، في تطبيقها لنظم الخدمات المرجعية الإلكترونية، إلى تحقيق تقديم خدمة مرجعية متميزة لغالبية المستفيدين، بمن فيهم أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون بالحضور للمكتبة، وتقديم خدمة مرجعية سهلة للمستفيدين داخل المكتبة من خلال محطة عمل داخلية متصلة بالإنترنت، وتوزيع الأعمال «الأسئلة المرجعية» على المتخصصين في كل الفروع، وتحقيق فعالية أكبر للمتخصصين بتحويل الأسئلة المتشابهة إلى نقطة معينة «موظف أو فرع»، ضمانا لجودة الإجابة من ناحية، وتحقيقا لفعالية أداء الموظفين من ناحية أخرى، إضافة إليها إنشاء شبكات مع المكتبات الأخرى للمشاركة في حجم الأعمال التي ينفذها المتخصصون ولزيادة الساعات التي يعمل بها الموظفون، أو مضاعفتها، مع الأخذ في الحسبان الاستجابة للأسئلة على مدار الساعة، والمشاركة في تكتلات أو تجمعات أو ائتلافات بهدف الإفادة من تخصصات بعض المكتبات ومراكز المعلومات وخبراتها «على مستوى الموظفين أو المجموعات» عند مواجهة أسئلة متخصصة أو بعيدة عن خبرات المكتبة ذات العلاقة أو إمكانياتها.
نقلا عن

ليست هناك تعليقات: