الخميس، 18 سبتمبر 2008

المعلومة على الورق ولكن المعرفة تصنع في الدماغ!!

اسم الكتاب : الإنسان والمعرفة في عصر المعلومات**اسم المؤلف: كيث دفيلين تعريب : شادن اليافي الناشر : مكتبة العبيكان، الرياض طبعة أولى 2001م ** قد ترسل ابنك أو السائق ليشتري لك عصير فواكه أو ليشتري لك جريدة وتذكرها بالاسم، يعود إليك بعد أداء المهمة ولكن بغير ما طلبت، فقد يأتيك بعصير فاكهة معلب، وأنت تريد عصير فاكهة طازج، وقد يأتيك بالمجلة وليس بالجريدة التي طلبتها، عندها ستغضب وتقول عن ابنك أو السائق إنه غبي، ولا يعتمد عليه .. إن صاحب الطلب لا يعلم أن المعلومة التي أعطاها لابنه أو للسائق لم تكن كافية، فهو يضع اللوم على المتلقي للأمر، بينما يرجع الخطأ هنا إلى معطي الأمر وليس المستقبل. إن الخطأ الذي حدث في المثال السابق كان سببه عدم التفرقة بين المعلومة والمعرفة عند كلا الطرفين، وهو ما يسعى مؤلف الكتاب لتوضيحه، وإظهار أهمية التفرقة بين المعرفة، والمعلومة، والبيانات. فهناك خلط بينها، وتحدث الأخطاء الكبيرة في الإدارات والشركات بسبب عدم وضوح التفرقة بين هذه الكلمات الثلاثة.ولماذا هذه الأهمية لمعرفة هذه الكلمات وماذا تعني ؟يقول وليام جيتس صاحب شركة مايكروسوفت الشهيرة" في تاريخ الإنسانية المبكر، أسندت الامتيازات التكنولوجية إلى توفر النباتات والحيوانات والمناطق الجغرافية .في مجتمع بزوغ المعلومات الحالي أصبحت الموارد الطبيعية الحاسمة هي الذكاء الإنساني والمهارة والقيادة ."أي أن المواد الأساسية لحضارة اليوم هي المعرفة والمعلومة:وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أن المؤلف يبني فكرته على أننا إذا نظرنا إلى المعلومة على أنها ( مادة) لأن لها بنية معينة أمكننا دراستها بطريقة رياضية مستقلة عن امتلاكها أو استعمالها.ماذا تعني بالضبط كلمة معلومة؟ وما هي المعلومات؟ وكيف تختزن المعلومات؟ وما هو المطلوب لتحويل المعلومات إلى معرفة ؟ يضع المؤلف هذه التساؤلات لكي يوضح لنا أهمية هذا الكتاب : ويضرب المثل التالي لكي تتضح لنا التفرقة بين ثلاث كلمات هي البيانات والمعلومات والمعرفة:إن الاطلاع على لائحة الأسعار للبضائع أو للأسهم في أي جريدة هي بيانات فقط لا تعني شيئا لمن يقرؤها لأول مرة.فهي ليست معلومة ولا معرفة عند القارئ، لأنها مجرد بيانات إخبارية.ولكن عندما تتم مراجعة هذه البيانات ذهنيا أو يتم ربطها بمعلومات سابقة ينتقل هذا الخبر الى معلومة جديدة، فقد تكون الأسعار مرتفعة أو منخفضة بناء على استحضار معلومات سابقة. أي ان البيانات تصبح معلومة عندما يضيف إليها القارئ أو المتلقي معنى.وتتحول هذه المعلومات إلى معرفة في حالة أن يستطيع المتلقي الانتفاع بها. فعندما تكون الأسعار منخفضة وتتم عملية شراء بناء على هذه المعلومة، فان هذا يعني تحويل المعلومة الى معرفة، لأن المعلومة تمت الاستفادة منها.ويضع المؤلف للكلام السابق المعادلة التالية :المعلومات = البيانات + المعنى المعرفة = المعلومات المختزنة + القدرة على استعمال المعلومات.ويوضحها بشكل يدعو الى التفكير العميق جدا فهو يقول:ان البيانات توجد على الأوراق أو في الكمبيوتر وتوجد المعلومات في الفكر الجماعي للمجتمع واما المعرفة فهي في الفكر الفردي للشخص.ومن هنا ترجع أهمية المعرفة لانها شخصية، فالبيانات والمعلومات متوفرة خارج الشخصية أما المعرفة فهي إنتاج شخصي.إن هذا الكتاب يرشدنا إلى أهمية عملية اختلاف المعرفة من شخص إلى شخص، ويضرب مثلا لذلك في محادثاتنا العادية، وفي المفاوضات، حيث إن كل شخص له معرفة خاصة به، لذا يجب التفاهم مسبقا حول كل كلمة تقال، وماذا تعني لكلا الطرفين. لأنه كما يقول " لا توجد عمليا في اللغة كلمات واضحة تماما، فهناك حواجز عديدة في المحادثة، تمنع الفهم الدقيق للمعنى المقصود، ويشرح ذلك بالتفصيل الدقيق في خمسة فصول من 22 فصلا في الكتاب. كما يشرح المؤثرات الأخرى على المعرفة الشخصية وهي عديدة جدا ومنها التصورات المسبقة عن الشيء المطلوب فعله أو العمل له أو به، وكذلك الثقافة العامة والنواحي الاجتماعية لها تأثيرها الكبير على الشخص المتلقي للمعلومة.إن هذا الكتاب يقدم معلومات ونظريات وإرشادات قيمة جدا، لنبني بها معرفة قادرة على مواجهة الحياة المتغيرة، ولنعمل فيها ومعها بسهولة متى ما كانت الأمور واضحة للجميع.إنه كتاب إرشادي هام لكل طالب ومدرس، ورجل دين، وقاضٍ، ورجل أعمال، إنه كتاب يساعد على التفكير السليم، ويوضح للقارئ أين تكمن المشاكل والخداع غير المقصود في هذه الحياة لنتجنب الغلط والخطأ، ومعرفة أنماط الخبرات والمعلومات التي نكتسب بها المعرفة التي كما يقول المؤلف هي إنتاج شخصي. المؤلف : عميد كلية العلوم في جامعة سانت ماري في كاليفورنيا، وباحث في مركز جامعة ستانفورد لدراسة اللغة والمعلومات، وعضو في الجمعية الأمريكية للتقدم العلمي. وله عدة مؤلفات أخرى.***

ليست هناك تعليقات: