الخميس، 18 سبتمبر 2008

الخدمات المعلوماتية في مراكز المعلومات المتخصصة

إن الهدف الأساسي لوجود المكتبات هو الخدمات المعلوماتية التي تقدمها، وقد أدى التقدم التقني الحالي إلى تغير الكثير من المفاهيم الأساسية عن الخدمات المكتبية والمعلوماتية، ولعلنا نبدأ بالأسئلة التالية: · هل هناك حاجة للذهاب إلى المكتبة كلما كان هناك حاجة إلى معلومة؟ · هل يقتصر دور المكتبة على جمع أوعية المعلومات وتنظيمها؟ · كيف يجب أن تخدمنا المكتبة كباحثين ؟ ولعلنا في البداية نوضح ما نقصده بمركز المعلومات المتخصص فنقول أنه: مركز ببليوجرافي يعنى بتجميع أوعية المعلومات في المجالات التي تهم الهيئة التابع لها، ويهتم بتقديم خدماته لفئة معينة عادة ما تكون منسوبي الهيئة التي يوجد بها المركز. وإنـه من نافلة القول أن نذكر هنا اختلاف خدمات المعلومات المقدمة في مراكز المعلومات المتخصصة عنها في أنواع المكتبات حيث تعتمد هذه الأنواع على تقديم الخدمة لرواد المكتبة بينما يكون التركيز في مراكز المعلومات المتخصصة على نقل هذه الخدمات للباحثين في مقار عملهم قدر الإمكان، حيث يوظف المركز بكل إمكانياته لخدمة الباحث. فلو سعى الباحث للحصول على المعلومة كان ذلك استنزافا لوقته الثمين الذي بالتأكيد سيثمر بشكل أكبر لو قدم له ما يريد من معلومات وهو جالس في مكتبه مستخدماً هاتفه أو جهاز الحاسب الآلي الخاص به. فالهدف الأساسي لمركز المعلومات توفير المعلومة اللازمة لراسمي السياسات وصانعي القرارات والباحثين والمهتمين في الجهة المنشئة للمركز سواء عن طريق التزويد المعلوماتي المباشر أو عن طريق نظم البث الانتقائي الشبكي وذلك إلى جانب القيام بعمليات التبادل المعلوماتي مع أنظمة وشبكات المعلومات العالمية والإقليمية والدولية. كما يجدر بنا هنا التذكير بأن مراكز المعلومات المتخصصة تتعامل بشكل أساسي مع المعلومة ولا تعير هذه المراكز أهمية كبيرة لشكل وعاء المعلومات (ورقي، أقراص مدمجة، وسائل سمعية وبصرية...) بالقدر الذي توليه للمعلومة نفسها التي تحتويها هذه الأوعية فالهدف هو الحصول على المعلومة المطلوبة من قبل المستفيدين بغض النظر عن الهيئة التي تكون عليها حيث يحدد أهمية هذه المعلومات عدة عوامل من أهمها إيفائها لحاجة المستفيد وحداثتها لذا عادة ما يكون تركيز مراكز المعلومات المتخصصة على أوعية المعلومات الإلكترونية التي من أهم ميزاتها الحداثة و سرعة الوصول إليها، وهذا لا يتأتى في أوعية المعلومات التقليدية، كما تتميز هذه الأوعية بتنوعها وتعدد مصادرها الهائل فيحتوي الإنترنت على كميات هائلة من المعلومات التي تتجدد بشكل مستمر وسريع. وانسجاماً مع هذه المنطلقات تحرص مراكز المعلومات المتخصصة على بناء قاعدة علمية وتقنية للمعلوماتية وإيجاد نظم وآليات عمل متقدمة تكفل انتظام إنتاج وتوفير وتداول المعلومات الملبية للحاجات عن طريق بناء وإدارة وتطوير نظام معلوماتي متكامل يؤمن الإسناد المعلوماتي ويسهم في رفع وتحسين مستوى الكفاءة والفعالية في كافة المجالات العلمية والإنتاجية والخدمية والتنموية في قطاعات الجهة التابع لها. أما من حيث خدماتها، فتقدم مراكز المعلومات المتخصصة خدماتها لجميع منسوبي الهيئة التابع لها مما يمكنهم من الاستفادة من خدماته ومقتنياته للمطالعة وإجراء البحوث. وتتنوع هذه الخدمات بحسب حاجة المستفيدين. ولعل من المناسب هنا أن نتعرض إلى خدمة من أهم خدمات مراكز المعلومات المتخصصة بل يمكننا القول أنها أهم خدمة على الإطلاق ألا وهي الخدمات المرجعية، ويمكننا القول أن النجاح في تقديم هذه الخدمات يعني نجاح المركز في القيام بمهامه وبالتالي تحقيق أهدافه. تعتبر الخدمات المرجعية هي لب خدمات المعلومات، وقسم الخدمات المرجعية هو العمود الفقري لمركز المعلومات المتخصص حيث أنه هو المكان الأول الذي يتوجه إليه المستفيد الذي يحتاج إلى مساعدة في الحصول على معلومة معينة، و يساعد موظفو قسم الخدمات المرجعية المستفيدين عن طريق تقديم الخدمات المرجعية التالية: 1. الخدمات المرجعية المباشرة: يمكن للباحث الحصول على المعلومات المرجعية عن طريق زيارة قسم الخدمات المرجعية بشكل مباشر وطلب هذه المعلومات. 2. الخدمات المرجعية الهاتفية: يستطيع الباحث الحصول على بعض المعلومات المرجعية البسيطة عن طريق الاتصال بقسم الخدمات المرجعية وطلب هذه المعلومات. 3. الخدمات المرجعية البريدية: يمكن للباحثين في القطاعات التابعة للهيئة المنشئة للمركز والغير موجودين في نفس الهيئة الحصول على الخدمات المرجعية عن طريق بعث بريد عادي إلى قسم الخدمات المرجعية لطلب المعلومات التي يحتاجونها، ويتولى قسم الخدمات المرجعية بعث المعلومات إلي الباحثين عن طريق البريد أو عن أي طريق أخر يفضلونه. 4. الخدمات المرجعية عبر موقع المركز: حيث يمكن للباحثين كذلك الحصول على الخدمات المرجعية مباشرة عن طريق موقع المركز على الإنترنت أو الشبكة المحلية. إن تقديم خدمات معلوماتية متطورة ليس بالعملية التي يمكن تنفيذها من خلال قرار يتخذه مسؤول أو اقتراح يرفعه مستفيد إنما العملية متشابكة جدا ويحتاج القيام بها وجود بنية تحتية قوية في المكتبة التي تعتزم تقديم خدمات تستحق أن يطلق عليها خدمات معلومات والتي منها: 1. وجود الكادر المتخصص والقادر على تلبية احتياجات المستفيدين. 2. تكامل مجموعة المكتبة وتغطيتها لجميع المواضيع التي تهم الهيئة المنشئة. 3. التجهيزات التقنية اللازمة لتقديم الخدمات المعلوماتية. أخيراً لا نغفل أن الإدارة وفق أسس علمية حديثة يعتبر أساس النجاح في تقديم أي خدمة معلوماتية، وما تعانيه كثير من مكتباتنا من ضعف في تقديم خدمات معلوماتية جيدة إنما هو ناتج عن حالة إدارية سيئة، فالإدارة القوية تعتبر من عناصر البنية الأساسية لمركز المعلومات المتخصص حيث إنها تنظم وتحفز وتطور العمل، بينما تعوق الإدارة الضعيفة الأداء في العمل، ولعل التحدي الذي يواجه إدارات مراكز المعلومات المتخصصة هو بناء الخطة الإدارية الناجحة التي تساعد المكتبيين على العمل كوحدة واحدة. فبناء الفريق يعزز الروح المعنوية والثقة والتماسك والتواصل والإنتاجية. حمد إبراهيم العمران المكتبة المركزية بوزارة المعارف

ليست هناك تعليقات: